طلقني
طلقنيييييييييييييييي
يا سلام يا حبيبتي .. غاااالية و الطلب غالي .. لكن ما يغلاش عليكي .. انتي طالق يا حبيبتي
الهانم شرقت و صوتها انحبس للحظة .. و قامت مغمية عينيها بايديها و اتركنت ع الحيطة و هااااتك يا عاااايط .. و دارت ناحية بسلامته و بصت له بصة استجمعت فيها كل معاني المشاعر .. من اقصى اليمين الى اقصى اليسار .. من اول الذوبان في انفاسه عشقا .. لغااااااية انها تدبه بسكينه في قلبه مرورا بمشاعر الدهشة من تسرعها .. فاقت من تردد المشاعر البندولي دا .. و بقبضة ايديها الاتنين هاااتك يا دب على صدره ..
يا جبار .. يا مفتري .. يا خاين العشرة .. بكل سهولة كدا تبيعني ؟
حبيبتي انا ما بعتكيش .. انتي اللي طلبتي البيع
و لما اطلب البيع تقوم تسمع كلامي ؟
لا .. ما هو دي اصلها مش اول مرة تطلبي فيها الطلاق يا حبيبتي
طب انا مخي ناقص .. و انت تايه عن عقل الحريم ؟ ليه بس كدا يابو حبايبي ؟
شوفي يا بنت الناس .. لك فترة عدة .. ممنوع فيها الخروج نهااااائيا من البيت .. تستري نفسك ما يظهرش منك الا الوجه و الكفين زي ما امر الشرع .. و تقعدي في البيت معززة مكرمة لغاية ما ربنا يقضي امرا كان مفعولا .. التليفون ممنوع نهااااائي .. اي حاجة عاوزاها اكتبيها في ورقة و تسيبيها لي على المكتب بتاعي في وقت اكون مش موجود في البيت .. و كويس ان العيال لسه صغيرين و مش ها يفهموا الانقلاب اللي حاصل دا ..
البيه اخد مرتبة و مخدة و بطانية و حطهم على ارضية اوضة المكتب بتاعه و جهز نفسه لفترة العزوبية اللي دخلها من دقايق
دخل للدولاب بتاع الماستر روم .. عش العصافير بتاعهم اللي يا دوب اتنعكش من شوية .. طلع كل اللي ممكن يحتاجه من ملابسه البيتية او الرسمية .. باختصار .. الراجل عمل كل اللي يلزم انه في فترة العدة لا هو يجرح حرمتها و لا هي تشوف خلقته
و هو عمال بيقلب الاوضاع دي كلها .. بسلامتها عماله تنهنه و دموعها مغرقة صدرها ..
شوفي يا بنت الناس .. كوننا ها نعيش في بيت واحد لفترة .. الله اعلم نهايتها ها تكون على انهو بر .. لكن معيشتنا دي بفرضية اننا اغراب عن بعض خالص .. لا كلام و لا سلام و لا حتى نشوف بعض .. اللهم الا لو فيه حاجة ضرورية جدا جدا .. ساعتها يبقى التعامل من مبدا الجار للجار
خرج من الماستر روم بعد ما نقل لاوضة المكتب كل اللي يلزمه .. رد الباب وراه و دخل مقره بهيئته الجديدة .. و قفل بالمفتاح
مش ها نحكي كتير عن احواله لما كان بيروح الشغل و سرحانه و لخبطته و نعكشته .. و لا ها نحكي عن جديته في الالتزام بمبدا فصل القوات اللي فرضه في البيت
الهانم لو عاوزة حاجة بتكتبها في ورقة و تحطها ع المكتب في وقت يكون البيه في الشغل .. هو ابتدا يلتزم بانه يخدم نفسه بنفسه .. اكل شرب غسيل .. كله كله كله
مر اسبوع .. عشر ايام .. اسبوعين .. و الحال على ما هو الحال .. لكن اجهزة الاتصال الخفية بين القلبين و العقلين كانت مش بتنام اطلاقا
في ليلة جمعة .. بعد العاشرة مساء .. و البيه قاعد على مكتبه .. دق باب الاوضة
ابو محمد .. ممكن ادخل ؟
ما فيش داعي للدخول يا هانم
ياااه دا انت قلبك قاسي قوي .. حتى مستكتر تناديني ام مريم !!!!
فتحت الباب و دخلت
ها نفضل كدا كتير ؟ مش كفاية كدا ؟
يا هانم .. انا ما عملتش حاجة غير اني نفذت طلبك يا هانم .. طلبك اللي كررتيه كتييير .. يمكن اكتر من خمس مرات تطلبيه .. اظن كان في المرة التالتة لازم احقق لك طلبك يا هانم .. مش كدا برضه ؟ !!
ممكن تقولي لي يا هانم .. انتي ليه كلمة طلقني طلقني كانت على لسانك دايما ؟ هل انا قصرت معاكي في اي حاجة ؟
مبسوطة الوقتي يا هانم ؟ اديني طلقتك .. استريحتي ؟ ممكن نقعد نتفاهم بقى في الوضع الجديد دا ؟ كل حقوقك يا هانم ها توصلك بدون محاكم او غيره .. ولادي كل طلباتهم من عينيا .. تحبي تروحي لبيت اهلك امتى يا هانم ؟
بس عندي سؤال .. ليه طلبتي الطلاق ؟
بجد .. انا ما كنتش فاهمة معناها الا لما عشتها .. و كنت باعتبرها كلمة عادية زي اي كلام عادي
يا فرحتي يا هانم بمخك البرلنت دا .. تخربي بيتنا و حياتنا بكلمة ما كنتيش فاهمة معناها ؟؟؟ !!!
اتفضلي يا هانم روحي اوضتك لغاية ما اكلم باباكي علشان اوديكي لبيت عيلتك .. كفاية لغاية كدا و كل واحد يروح لحاله
ابو مريم .. طب علشان مريم و محمد .. ممكن تسامحني ؟ انا عارفة ان طلبي دا كان تقيل عليك بس بجد الكلمة دي ما كنتش فاهمة معناها بالشكل دا ابدا ..
لكن طلبك المكرر دا جرحني كتير يا هانم و صبرت عليكي كتير .. فخلاص كفاية جراح و نخلص .. و زي ما قلت لك انتي تكرمي علشان خاطر حبايبي مريم و محمد
ابو مريم .. و لو قلت انا آسفة .. و اني اتعلمت كتير من الموقف التقيل قوي دا .. ها تسامحني ؟
بص فيها بجدية ..
و لو اتكررت ؟
لااااااااااااااا .. مش ها تتكرر
طب قومي روقي نفسك
شفتشي
.
مفعوصة صغيووورة .. قول كدا يعني حوالي تلات سنين .. وقفت لابوها بكل الاطة و حاطة ايديها في وسطها .. قالت له : طلقني يا سي بابا .. ايه دا ؟ انا خلاص ما عدتش طايقاك .. ها تطلقني و اللا لا ؟
هل ام مريم لما طلبت الطلاق من ابو محمد كانت بنفس حالة الطفلة الصغيووورة دي ؟؟
هناك 4 تعليقات:
اللي عجبني في الحكاية دي انه طبق الشرع ولم يخرجها من بيته
وهي لم تشتكي وتقلب الدنيا
والحمد لله ان ربنا وفق بينهما ثانيا
هذه فائدة العدة فعلا والمكوث في بيت الزوجية
ألان الله قلبهما مرة اخرى
بعد درس اعتقد انها وعته جيدا
مبروك على الاستايل الجديد
اسلوبك جميل في سرد القصه والحوار
عجبتني القصه خصوصا النهايه بالطفله المفعوصه
بس في سؤال لحضرتك
هيه اسم الزوجه دي
((هانم))
انا لاحظت ان اكتر كلمه اتقالت ياهان ياهانم ياهانم
تقبل مروري وتحياتي
ماما أمولة
منورة مدونتي دايما
بيدبا قال الحكمة على لسان الطير و الحيوان .. و من تجارب الآخرين بنتعلم .. و من الشرع بتاعنا بتظهر اضاءات فقهية بليغة .. البوست دا مزيج ما بين تجربة ناس و نكته قالها راجل عن بنته الصغيورة و معلومة فقهية قراتها
و الباقي .. حاجات ها تظهر في وقت مناسب
شكرا يا ماما
أحمد علام
خطوة عزيزة .. و مدونتي اتشرفت بزيارتك ليها .. و ابتسمت بتعليقك
يا استاذ احمد .. الناس الكمل لما بيتكلموا عن شريكة حياتهم بيقول لها يا ست هانم .. و لما بيتكلم عنها بيقول الست هانم .. دا لقب عام لبنات الاسر العريقة
سرني جدا ان الخاطرة بتاعتي عجبتك
خالص التحية
إرسال تعليق