كنا قاعدين على كوم تراب .. بنلعب .. ندفس رجلينا في التراب .. و نكوم فوقها و نضغط التراب و نسحب رجلينا .. نلاقي كهف اسطوري اتبنى .. يااااه .. متعة طفولية ريفية و خيال جامح .. اظن كتييير محرومين منها ..
كنت انا و ابن اخويا ( ابوه ابن عمي ) بنلعب .. ما هو عندنا في الريف ابن العم في مقام الاخ .. كنا ساعتها في وقت العصاري في فصل الصيف .. و قلوبنا من فرحتها بترقص نسمة الامل اللي فرحانة بطفولتنا
و احنا ع الحال دي .. سمعنا واحدة فقعت صوت .. صوت حياني بجد ..
طلعنا جري نشوف الصوت دا ليه .. لقينا لمة كبيرة عند دار اسماعيل ابوعيسى
عمنا اسماعيل ابوعيسى نازح لبلدنا من البلاد السواحلية .. يمكن من فارسكور .. كان متجوز اتنين : فطومة و عزيزة .. فطومة كانت طيبة في حالها و على نياتها .. و عزيزة كانت ما شا الله عليها .. حجم و وزن و مقالب و مضارب
وقفنا .. صوت الريس اسماعيل ابو عيسى كان بيهز جدران البيت .. و كرباجه كان مايسترو اطلاق الحان نحاسية من حناجر ذهبية لفطومة و عزوزة .. انطلق خيالنا يتصور و قلوبنا الوردية فزعة للي بيحصل .. لكن و ماله .. نستحمل لغاية ما نشوف البربري الاسطوري دا و هو بيروض فصيلة القطط اللي عنده
عمنا اسماعيل ابو عيسى تقدر تقول انه كان صاحب كاريزما يندر وجودها .. راجل فكهاني لسانه حلو .. صوته جهوري له رنة تفوق طبقات صوت سمير الاسكندراني .. تربيعة وشه و شنبه و لفة الشال الابيض على دماغه فشر محمود مرسي في مسلسل عصفور النار .. اللي احداث قصتها اصلها كانت في قرية جنبنا .. ابن نكته و بديهته حااااضرة .. و فوق كل دا نشيط و رشيق و يمتع ببنية قوية
اتفتح باب الدار .. عمنا اسماعيل ابو عيسى طالع و ف ايده الكرباج .. صوته طرب .. انتي يا بت انتي و هي .. يللا اطلعوا .. اسمع صوت واحدة فيكو هاقطع خبرها .. قعد على الفرش في الدكان .. و طالعة فطومة و عزوزة و الدم ها ينبع من خدودهم .. فطوم عينيها سايلة بالدموع و بتتفحم .. و عزوز و لا دمعة ..
كل واحدة فيكو تشوف شغلها من غير ما تفتح بقها مع التانية .. احنا ها نلعب قرود ؟؟
بقى نسوان اسماعيل ابو عيسى يقفوا يشرشحوا بعض في الشارع و النسوان تتفرج عليهم ؟
ما اعرفش ليه شخصية اسماعيل ابو عيسى .. الله يرحمه .. و الموقف دا .. الهبوا خيالي من وقت طفولتي
بس هل يا ترى .. ينفع اشيل الكرباج زي عمنا اسماعيل ابو عيسى ؟
انت رايح فين يا اسطى ؟؟؟؟؟
.